لامين يامال… المراهق الذي يريد أن يصبح “ملك برشلونة”
في نادي برشلونة، حيث تُمزج الأحلام بالواقعية، ويُطارد التاريخ الحاضر عند كل تمريرة، طفا اسم لامين يامال على السطح هذا الأسبوع ليس بموهبته الخارقة أو هدفه المذهل… بل بشرطه.
الشاب الذي لم يبلغ 18 عامًا بعد، يطالب بأن يكون صاحب أعلى راتب في الفريق. مطلب أثار الجدل، ولكنه حمل في طياته أكثر من مجرد رقم على ورقة… حمل صراع هوية، وصراع أجيال، وصراع بين الحلم والميزانية.
حلم الطفولة يطرق أبواب القيادة
لامين يامال، المولود عام 2007، والذي نشأ في أكاديمية لاماسيا، لم يعد ذلك الطفل الذي كان يُستدعى للتدريبات التجريبية. اليوم هو نجم سجل 18 هدفًا وقدم 25 تمريرة حاسمة خلال موسم واحد فقط، وساهم في ثلاثية محلية لم يحققها البارسا منذ سنوات.
إنه لا يطلب المال فقط. إنه يطلب الاعتراف. يطلب أن يُعامل كقائد، لا كموهبة صاعدة فقط، kora live.
“أريد أن أكون الرقم 1″… ولكن بأي ثمن؟
بحسب إذاعة “كادينا سير”، فإن وكيل يامال طالب بأن يحصل موكله على أعلى راتب في برشلونة مقابل تجديد العقد حتى 2030. وفي نادٍ يعاني اقتصاديًا، ويقع تحت سيف قوانين اللعب المالي النظيف، يبدو هذا الطلب وكأنه قنبلة موقوتة تهدد بتفجير منظومة الرواتب بالكامل.
إدارة النادي، بحسب التقرير، ترى أن الرواتب الحالية لليفاندوفسكي، دي يونج وتير شتيجن “غير منطقية”، وتحاول إعادة ضبط الموازين. لكن، هل يكون “التعديل” من خلال دفع الأعلى للأصغر سنًا؟
برشلونة في معضلة… بين المستقبل والحاضر
في اللحظة التي ترى فيها جماهير برشلونة أن يامال هو “وجه المشروع الجديد”، يشعر البعض أن تلبية هذا الشرط قد تخلق خللًا في غرفة الملابس. ماذا سيقول دي يونج الذي رفض عروضًا من مانشستر يونايتد وبقي وفياً؟ وماذا عن تير شتيجن الذي يحمل الفريق في الليالي الصعبة؟ أو ليفاندوفسكي الذي جاء براتب نجم من أجل جلب الألقاب؟
وهنا تكمن المعضلة: هل تمنح القائد القادم التاج مبكرًا؟ أم تنتظر أن يكبر أكثر ويتحمله بثبات؟
حين يُصبح النضج أكبر من العمر
لامين يامال لا يرى نفسه مراهقًا. أرقامه، مساهماته، حضوره في المباريات الكبرى، كلها تشي بشيء أكبر من السن. وحين يُطالب بأعلى راتب، فربما لا يطالب فقط بقيمة مادية، بل يطالب بمكانته داخل مشروع برشلونة الجديد. يريد أن يعرف أن النادي يؤمن به بقدر ما يؤمن هو بقميصه.
نهاية مفتوحة…
في النهاية، سيجلس الطرفان إلى الطاولة، وسيتحدثون عن الأرقام، ولكن ما سيُحسم خلف الكواليس أكبر من المال. سيُحسم مستقبل مشروع بأكمله. فإما أن يحصل يامال على ما يريد ويُبنى الفريق من حوله، أو تبدأ حلقة جديدة من صراع النجوم والمال.
وفي كلتا الحالتين، يظل لامين يامال الطفل الذي تحدى التقاليد، ووقف في قلب الكامب نو ليقول: أنا هنا… وأنا أستحق.